كان في مدينة مراكش منزل قرر أصحابه تحويله إلى حمام عمومي وهم يجهلون انه مسكون بالجان , وعندما ذهبت امرأة شابة متزوجة حديثا للاستحمام فيه ، اختفت تحت ماء « البرمة » - أي الصهريج - الذي يتجمع فيه الماء الساخن المخصص للاستحمام الزبائن , وبعد المناداة عليها طفت على سطح ماء الصهريج وتكلمت قليلا ثم عادت للاختفاء مجددا .وقد تم إغلاق هذا الحمام !إن هذه الحكاية التي سمعها الطبيب الفرنسي موشون في مراكش ، خلال العقد الأول من القرن العشرين ، لا تختلف في شيء من تفاصيلها المثيرة عما يتداوله حتى الساعة الراهنة في أوساط العامة ، من غريب الحكايات عن افتتان كائنات الخفاء المذكرة والمؤنثة ببعض بني الإنس , وهو افتتان قد يبلغ درجة الوقع فتتراوح نتائجه بين إفتضاض بكارة فتاة وهي نائمة من طرف جني من « النواقم » وتسليط مرض غامض عضال على أخرى لأجل الضغط عليها حتى تقبل بالزواج من الجني الذي « يهيم بها حبا » وتقبل بالرحيل للعيش معه حيث أرضه وعشيرته .
الاختلاط
إن الاختلاط القائم بين العالم المرئي وغير المرئي ، يفرض التزام كل من بني الإنس وبني الجن بقواعد الجوار التي تتضمن حقوق كل طرف , بعض الاحتياطيات الضرورية , لكن مثلما لا ينفع الاحتياط في أمور الحب بين البشر فيقع الافتتان بين الناس رجالا ونساء ، فقد يحدث أن يقع جني أو جنية في هوى واحدة أو واحد من بني البشر ,,, وهنا المشاكل ,,.وفي تصور العامة، أن الزواج والارتباط العاطفي وقيام علاقة جنسية بين الجن والإنس هي أمور ممكنة الوقوع ، ويستدلون على ذلك بالكثير من الحكايات لتأكيد صحة أقوالهم , ويمثل هذا الاعتقاد امتدادا لمعتقداتباقي الشعوب العربية حول موضوع « عشق الجان »الأدلة من القرآن على تحريم تناكح وإختلاط الجن والإنس
بســـ الله الرحمن الرحيم ــم
|
صدق الله العظيم
فإن تَلَبُّس الجن بالإنس أمرٌ واقعٌ ومحسوسٌ ، لا ينكره إلا مكابر ،وكذلك جماع الجني للإنسية ممكن ؛ لقدرة الجن على التَّشَكُّل بصورة البشر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى : " وصَرعُهُم للإنس قد يكون عن شهوةٍ وهوى وعشقٍ ،كما يتَّفِقُ للإنس مع الإنس".
ولا يجوز شرعاً زواج الإنسيِّ بجنية أو العكس ؛ لقوله تعالى: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }[ الأنعام [
حول العلاقة الحميمة بين الإنس والجن فيما يلي- يمكن للجن أن يقع في عشق الإنس تماما كما يعشق بنو الإنسان بعضهم بعضا .
- الجن « النواقم » و « الواعرين » - أي الأشرار - يغتصبون بعض الفتيات أثناء نومهن .- قد يتزوج الجني من بنات الإنس كما قد تتزوج الجنية من بعض ذكور الإنس ويتم الزواج بأن يسكن الأول الثاني بمعنى يحل الجني في جسد الإنسي- المصاب بالصرع قد يكون متزوجا من الجن « رغم انفه » وعندما يدخل المصروع في نوبة مرض الصرعفان ذلك علامة على شروع الجني في المباشرة الجنسية وهذا لا يصح للجميعفقد يكون سبب جسماني يحتاج إلى طبيب .
النسل