17 Feb
17Feb

- زواج الجان من الإنس لا يثمر في العادة أولادا أو قد يثمر أولادا من الجن غير مرئيين - قد يتزوج الجني من امرأة رغما عنها فيقوم بالانتقام  من كل من تقدم لخطبتها حيث يدبر له مصيبة - الزواج من الجان يمنح الإنسان قدرات خارقة -  كالقدرة على قراءة الغيب أو علاج الأمراض وغيرها . وكثيراً ما نراهم من الأنس ونسمع عنهم وعن قواهم الخارقة التي حصل عليها بدون مقابل  وهذا كذب : فما هم ألا عصاه لله أقدموا على معصية كبيرة فيتلبسه الجن ويعطيه بعض من هذه القوة الخارقة فتارة تجد شخص يحمل أثقال خرافية أو منهم من يكون خارق جنسياً والذي يقفز من المرتفعات ويأكل الزجاج وأمواس الحلاقة والأخر الذي يسمع ويرى ما يخفي عن البشر ومنهم من يقرأ الطالع والتنجيم ويعالج المسحورين  ... ألخ ...      وفى هذه الكثير والكثير رأيناه جميعاً

ولاكن اغلبهم يدعى أنها قوة منحها الله له ليكون أية للناس أو موعظة وكل هذا كذب بكل معني الكلم فإذا راقبتهم ما تجدهم يصلون أو يتعبدون إلا كذباً إن فعلوا ويصاحبون أصحاب السوء وتجدهم مغرورين , ويستشعر المؤمن الفطن من اللحظة الأولى بالنفور منهم ومن مجلسهم وإذا نحن صدقنا كل ما يتداول حول الموضوع فسنعلم بالضرورة أن من السحرة وذوي القوة الخارقة من يتخذ من بعض بني الجن زوجا له أو زوجة , ومنهم من يظل بلا زواج من بني جنسه تلبية لرغبة زوج أو زوجة من الجن ، وثمة من السحرة من له زوجة وأولاد من زواجه من كائنات الخفاء .  وهناك  قولاً  للمتصوف المغربي ابن الحاج وهو من أبرز مؤلفيمصنفات السحر ، يقول أن زواج الإنسان من جنية يفقده القدرة على مجامعة بنات جنسه .
  الزواج والانتقام
  تقدم خديجة نعموني في أطروحتها الجامعية حول بويا عمر ، نموذجا لطقس « الصريع الظاهري » عن حالة فتاة عازبه في ربيعها الخامس والعشرين ، تشتغل خياطة بالدار البيضاء ، وتقول الباحثة أن الشرفاء الرحالين اخبرنها بأنها مسكونه من طرف الجني ميمون وزوجته عيشة , وسنكتفي من مشهد الصريع الطويل بالمقطع الذي يهمنا هنا وهو الذي يعترف خلاله الجني بإعجابه بالفتاة , وتسجل الباحثة الانثربولوجية باهتمام التغيرات التي تطرأ على صوت الفتاة حين يتقمص صوت الجني . وبعد طلب التسليم يبدأ الجني اعترافاته  أنا اسكنها بالجدول ولا أريد بها شرا , أنا فقط معجب بها وأريد أعمل معها ، ولكنها لا تريدني , لقد اهديتها سلسلة من الذهب فرفضتها ، وطلبت منها ان تقدم لي خبزا من دون ملح ورفضت أيضا .  - وترد الفتاة مستجيرة بأنها لا تريد الذهب من الجني ، ولا الذهاب معه لأنه سيسجنها هناك ، ليفعل بها ما يريد وانه يطلب منها أن تشرب الدم ,, الخ. إن إهداء الجني أو الجنية للإنسان سلسلة من الذهب أو حين يطلب منها خبزا من دون ملح ، في معتقد المغاربة له معنى قاموس لغة الجن ، ويفيد بأن الجني أو الجنية يعرض على الإنسي أن يمكنه من قدرات خارقة تجعله يتفوق على غيره من بني البشر . وحسب المعتقدات الشائعة ، فإن رفض عرض الجن ينتج عنه ألحاق مرض بالرافض أو الرافضة يكون عضالا . ومن أهم  أعراضه : حمى -  شلل -  صرع -  نزيف -  ألام في العينين -  تشنجات -  الخ ,,  أما في حال الموافقة على طلب الجنفإن الرجل أو المرأة المطلوب للزواج ينبغي عليه أن يقتنص الفرصة ويطلب أي شيء مهما كان خارقا قبل الموافقة ، وإلا ضاعت عليه الفرصة قبل أن يبيع نفسه وصلته بالله .
  العشق
  وعن عشق الجان وزواجه من بني الإنس وما يلي ذلك من مظاهر النعمة أو النقمة التي تظهر مفاجئة على بعضهم وسمعنا وقرأنا من الحكايات ما يتخطى عتبة الغرابة ليؤسس لأساطير حية . أحدهم تحول في وقت وجيز من نادل في مقهى إلى ساحر معالج مشهور ، والسر كما افشي لبعض معارفه، أنما يكمن في زواجه من جنية اشترطت عليه قبل سنوات قليلة ألا يتزوج عليها من آدمية، وهو يعيش فعلا حياة عزوبة وثراء في احد المراكز الحضرية الصغرى بإقليم الجديدة . وفي رسالة نشرها ملحق من القلب - الذي تنشر فيه جريدة الأحداث المغربية مشاكل الشباب - قبل أشهر كتب شاب ليشتكي للقراء من تسلط جني عليه ، وقال انه حول حياته العائلية إلى جحيم منذ وقوعه - الجني - في هوى زوجة المشتكي ويحكي الشاب في مرارة واستسلام أن الجني المغتصب - يختلي - كل مساء بالزوجة في غرفة النوم ويهدده من خلف الستار بأن ينزل به أوخم العواقب أن هو لم يطلق زوجته كي يتمكن الجني من الزواج بها ,. ونكتفي بهذين النموذجين ، لنتساءل : كيف تبدو الحياة الزوجية للبشر مع الجن في تصور العامة ؟ يبدو أن الإنسان المتزوج من الجان - رجلا كان أو امرأة - ميالا إلى العزلة ، منغلقا على نفسه ويكلم نفسه دائما , وتؤول نوبات الصرع لدى البعض على أنها لحظات المجامعة الجنسية. ولا ينتج عن الزواج من الجن أطفال أو على الأقل لن يكونوا آدميين ، أي لن يكونوا مرئيين ، كما أسلفنا . وعندما يتوفى « الشريك » الجني يختلف مصير زوجه أو زوجته ، بحسب ما يعتقد , فبينما يكون مصير الآدمية المتزوجة من جني اللعنة الأزلية والحياة في عوالم الجن السفلي ، نجد مصير الأرمل الذي يفقد زوجته الجنية يحظى بتعامل مختلف , فالجنية حين تموت تأخذ معها زوجها وأبناءها إلى حيث قبيلتها كي يحضروا مراسيم دفنها . ومن حق أهلها أن يروا أبناءها متى شاءوا كما ترث العائلة من الجنية صندوقا يجد فيه الزوج الأبناءكل ما يكفي لعيــشهم على الأرض.
  الجان الحامي / الجان المؤذي
  في أحاديث العامة ، يجري الحديث عادة عن الجنّ كمصدر شرّ وأذى , لكن في بعض الحالات يتم اللجوء إلى مخلوقات الخفاء للاستعانة بــ «خدماته » في تحقيق بعض الأغراضولاكن أي تعامل مع الجن لا يزيد صاحبه إلا البلاءوهذا لقوله تعالى  : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } سورة الجن
   الجان أصـل الـمـصائـب كـلـهـا!
  يقول فقيه عشاب من مدينة الرباط : «أن الأذى الذي يلحق الإنسان هو ناتج عن الجان ، مسخر من لدن الفقيه أو النفاثات « العجائز »، فالجن يدق العظم ، ويشرب الدم ، وينهك الجسد ، ويخرب الدور ، ويهدم القصور ، ويعمّر القبور ولا طبيب ألا إذا قضى الله أمره . الدجل والشعوذة
 وكثير من أحاديث الوهم والخرافة كاف لكشف الأساليب التضليلية والترهيبية المحملة بمغالطات تناقض أبسط حقائق العلوم الطبية والجغرافية وغيرها ,, والكثير مما تحفل به مصنفات السحر الصفراء ، يورد أحاديث غريبة عن مخلوقات سر وجودها يكمن في الحاق الأذى بالبشر ، من دون أدنى سبب, ولا يتردد تجار الدجل في حشو رؤوس العامة بها ، قصد ابتزازهم .
   أنواع الجان المنتقم
  كيف ولماذا إذن ، يعتدي الجان على الناس ؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتفادى أذاهم ؟  - بحسب الاعتقاد الشائع ، فان اعتداء الجان يكون في واحدة من حالات ثلاث: أن يكون الجني من صنف الجان «النواقم » أي الفكرة المتمردين ، فيأتي اعتداؤه مجانيا على بني البشر ، وبدون سبب واضح .  - أو قد يكون الجني «مسخرا » لإلحاق الأذى بواسطة «عمل » يصنعه الفقيه الساحر بناء على طلب من طرف جهة ماّ. ويتم دفنه ( العمل السحري ) في ركن مجهول من مقبرة. وبحسب ادعاء السحرة ، فان هذا النوع من «الديار » ( أي العمل السحري المؤذي ) هو أخطر ما يمكن أن يلحق الإنسان نظرا لصعوبة التعرف على مكان دفن العمل ، وبالتالي استخراجه منه وإبطال مفعوله , ثالث حالات الاعتداء ، هي التي تأتي كرد فعل انتقامي من الجان على أذى لحقهم ( عن قصد أو بغير قصد ) من طرف إنسان . وتستعمل العامة للتحرز من أذى الجان أحجبة أو مواد واقية أخرى كالملح ،  الذي لا يحبه الجان ،  كما يعتقد , ويعلق أو يحمل في تلافيف الثياب ، أو يوضع قليل منه تحت وسادة النوم .
   رؤية الجن
  ومن أطراف ما قرأنا في الكتب الصفراء ما أورده السيوطي في كتاب (الرحمة ) ، وهو من أكثر كتب السحر رواجا بالمغرب ، حيث يقدم من ضمن وصفاته الغريبة واحدة يقول أنها تسمح برؤية الجان . وإذ نذكرها هنا ، فمن أجل الكشف عن أساليب الدجل والخرافة ، ولا ننصح القارئ بتجريبها , فمن شأن ذلك أن يجعله يفقد بصره ، ربما ، بدل رؤية الجان ! يقول السيوطي : من أراد أن ينظر الجان ويعرف مكانهم ، فليكتحل بمرارة سنور ( قط ) أسود ومرارة دجاجة سوداء ، لنلاحظ هنا مرة أخرى القيمة السحرية للّون الأسود  يخلطهم جميعا ويكتحل بهم يضعه على عينيه كالكحل ، فانه يرى الجان ويخبروه بما يريد .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة