18 Feb
18Feb

أنا فتاة عمري ١٩سنة , بين فترة وفترة كنت احلم بما يعرف بالأحلام المتكررة والتي كانت تبدأ بشكلمختلف لكنها تدور على نفس الموضوع ، لكني دائما لا أستطيع تذكر تفاصيلها ثم توقفتتلك الأحلام لفترة .ذات يوم ذهبت للمبيتعند أهلي فأنا أعيش مع بيت جدي لقرب منزلهم من مكان دراستي وعملي , في ليلتها لماستطع النوم لأني كنت اسمع صوت احد ما يعبث في أغراض المطبخ وعندما ذهبت لأرى منهناك لم أجد أحدا وكان الجميع نائمين فرجعت إلى الفراش وقرأت جميع الآيات القرآنيةالتي أحفظها ثم نمت .في اليوم الثانيسألتني والدتي عن سبب تثاؤبي الكثير ، فأخبرتها عما حصل معي الليلة الفائتة ، وكان أبي مستمعا لحديثنا فقال لها : " كيف تتركين الفتاة تنام وحدها ! ". فظننت انه كان يحاول أن يجد سببا ليجادل أمي مثل كل مرة ، لكن هذه المرة كانجديا جدا لدرجة أني لم اصدق لأن أبي شخص لا يؤمن بالسحر والشعوذة أو الأرواحالشريرة أو أيا ما كانت هذه الأشياء .بعد ذلك لم يحدث شيءإلى أن عدت لمنزل جدي حيث كنت ذاهبة للمطبخ لشرب الماء وخلال ذلك كنت أتحدث إلىأختي وفي نفس الوقت كنت انظر إلى قدح الماء الذي أفضله عن الأقداح الأخرى ، وفجأةتحرك هذا القدح من مكانه ، فهلعت لولهة وهدأت نفسي ظنا مني بأني أتخيل .بعدها بأيام بدأتأصبحت اسمع صوت يشبه صوت طقطقة الأسنان ، وعندما كنت أسئل أختي كانت تجاوب دائمانفس الجواب وهو أنها لم تسمع شيئا ، فكان ذلك يرعبني أكثر .

بعد فترة كنت نائمةوعادة ما كانت تنام بجانبي على نفس السرير خالتي الصغرى ، وقبل الفجر بقليل فتحتعيني لإحساسي بأن أحدا كان يتكأ على نهاية السرير ويحرك قدمي اليسرى ، وعندما سمعتصوت خالتي ظننت أنها هي التي كانت تفعل ذلك لأنها كانت تفعل الكثير من المقالب معالجميع فلم اهتم من شدة تعبي ورجعت للنوم وفي اليوم الثاني قلت لها مازحة بانمقلبها لم ينجح معي فردت بأنها لم افعل أي شي ، فشرحت لها ما حدث ، لكنها أقسمتبأنها لم تفعل شيء ، فالتزمت الصمت أنا ولم  أعطي ردة فعل ، فانا كما يقولالجميع باردة ، استطيع التحكم بمشاعري وقوة أعصابي ، واعرف كيف أتحكم بغضبي ، غريبكيف استطيع فعل ذلك! .في نهاية امتحاناتالفصل الأول لدراستي بدأ الرعب الحقيقي ، حيث كنت أنام وحدي لأن في وقت امتحاناتيكان تقريبا جميع من اعرفهم في عطلة ومن ضمنهم أختي التي تكبرني بسنتين ، وكان جميعأصدقائنا يبقون لقضاء السهرة عندنا . في آخر ثلاث أيام للامتحانات عاودتني الأحلاموالأحداث الغامضة فقلبت كياني مئة وثمانين درجة .أول حلم كان غريب لنافهم منه شيئا ، لكنه كان واقعي جدا ، حيث كانت خالتي تنام في الجهة التي أنام أنافيها من السرير وأنا العكس ، وحين التفتت تجاهي بدت كأنها خالتي لكن ملامحها كانتجامدة جدا وبشرتها باردة متصلبة وعيونها مخيفة .. كانت عيونها ذات لون احمر مائلإلى البني . وبدت هادئة جدا ، لكني كنت مرتعبة ، وفجأة بدأت بخنقي ، كنت أحاولالهروب منها لكنها كانت قوية جدا ، وبدأت أصرخ وأبكي وأنادي على أختي حتى أتتوخلصتني بكل سهولة من يديها وكأنها لم تكن بتلك القوة التي كانت تخنقني بها ،وعندما صحوت وجدت الغرفة مظلمة وباب الغرفة مقفل ولا احد يوجد معي ، عندها قمتمسرعة من الفراش ، وعندما فتحت باب الغرفة كان الجميع مازال مستيقظا ، وكانتالساعة تشير إلى الثانية فجرا! .

لم أقل لأي احد عماحدث معي لأني كنت أظن انه مجرد إرهاق من ضغوط الدراسة ، ثاني يوم حصل الشيء نفسهمعي وأيضا بدأت بالصراخ لكن لم يسمعني احد ، وفي اليوم الثالث نفس الشيء ، لكن هذهالمرة كان شكل خالتي أو بالأحرى ذلك الكيان الذي يشبهها مختلفا ، كانت له أسنانكثيرة ولون عينيه هذه المرة اصفر ، وكان مبتسما وتغمره الفرحة عندما بدأ بخنقيلكني صحوت هذه المرة مرتعبة إلى درجة أني بدأت بالبكاء ولم استطع بعدها النوملفترة حتى أنني لم أعد اُكلم خالتي مثل قبل وعلاقتي معها لم تكن مثل سابق عهدهاوبدأت ابتعد عنها حتى أني كنت أتجاهل النظر إلى وجهها . ابتعدت عن الجميع لم اكلماحد وحالتي النفسية بدأت تسوء وكلما أغمض عيني يرجع نفس الكابوس إلى أن فاض الكيلولم استطع التحمل .كان لدي صديقة فينهاية العشرينات هي أم لطفلين رقيقة ومتفهمة وعطوفة ، فجمعتها هي وأختي و قلت لهماما يحصل معي فنصحتني بالاستماع إلى سورة البقرة قبل النوم ، طبعا طبقت ما قالتهوغفوت على صوت القرآن ، فرجع هذا الشيء أو الكيان أو أيا ما كان أسمه .. رأيته فيالحلم من جديد ، لكن هذه المرة لم يكون على هيئة أي احد ، كان مبهم الملامح ويقفبجانب السرير ويصرخ علي بصوت خشن ، وكان كل ما يقوله أو ما يأمر به هو اطفاءالقران ، وعندها بدأت أنا بالصراخ والبكاء حتى صحوت أخيرا لأجد أختي وصديقة أخرىلنا فوق رأسي وكانتا مرعوبتان ، فقامت أختي وصديقتنا بإخراجي من الغرفة لأني لماستطع التحرك من الخوف ، وبعدها قامتا بتشغيل القرآن في الغرفة و اقفلاها ، ومنعجيب الاتفاق أن الوقت آنذاك كان الساعة الثانية صباحا! .بالكاد غفوت تلكالليلة ، أختي وخالتي كانتا بجانبي طوال الليل يقرآن القرآن والأدعية ، أما أنافحالتي كانت سيئة جدا ، كان النعاس يغلبني فأغفو قليلا وعندما استيقظ مرة أخرىأبدأ بالبكاء بشكل هستيري ، وفي الصباح أخبرتني أختي بأن جسدي كان يرتجف طوالالوقت مثل الشخص الذي يتعرض لصدمات كهربائية ، لكني لم أتذكر شيء .لم أنم في تلكالغرفة مرة أخرى إلى أن قدمت أمي إلى منزل جدي وأصرت على النوم في تلك الغرفة ،فهي لا تعرف شيء من ما حدث معي لأني جعلت كل من يعرف يقسم بأنه لن يخبرها . المهمنامت في تلك الغرفة أما أنا فلم تغفو لي عين إلى أن استيقظت أمي فجأة وهي تستغفروتقرأ آيات من القرآن .. والعجيب أن الساعة كانت الثانية فجرا!! .في صباح اليومالتالي سألتها ماذا كان حلمها ، وعندما أجابتني شعرت بالرعب من جديد ، وذلك دفعنيلقول كل شيء حدث معي لها ، ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف من التفكير بذلك الأمر ، وبدأالجميع بالانزعاج بسبب عدم نومي في تلك الغرفة ، وظنوا بأني أتصنع الأمر ، أو أننيأصبحت مجنونة ، وإلى يومنا هذا وأنا لم اعد أنام إلا بعد الساعة الثانية فجرا لأنبعد مرور تلك الساعة اشعر بالارتياح وأنام وبالي مطمئن مع أن بعض الخوف لازاليراودني.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة