02 Jan
02Jan

دعاء الزواج من شخص معين يعتبر الإسلام الزواج علاقة رسمية بين رجل وامرأة، مبنية على أساس الرحمة والمحبة، ويجب أن يتم ذلك الزواج تحت شروط معينة. والإنسان يمكنه أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، كما في الحديث عن ابن مسعود، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمهم التشهد، ثم قال في آخره: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء"، رواه مسلم. وقد صرح أهل العلم بأن الدعاء مستحب مطلقا، سواء أكان مأثورا أو غير مأثور. ولايوجد نص صريح تحت باب الدعاء للزواج من شخص معين في السنة. ولكن للإنسان الدعاء بما شاء، ومن أهم الأدعية المأثورة في هذا الباب، الدعاء الذي علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله: "كيف أقول حين أسأل ربي قال قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك "، رواه مسلم من حديث طارق الأشجعي. ومن الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الزواج والعفة، قوله تعالى: "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"، النور / 33، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن يستعفف يعفه الله"، رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه، وقوله تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم"، النور / 32، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه "، رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ورواه أحمد والترمذي، وحسنه الأرناؤوط والألباني. والالتزام بالمأثور من الدعاء، والحض عليه، والاستغناء به عن غيره هو الأولى، مثل دعاء: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر. اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ماعلمت منه وما لم أعلم ". ومن الأدعية النافعة في كل شيء: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، فقد روى الإمام أحمد، والترمذي، وغيرهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها مسلم في شيء قط إلا استجاب له "، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:" يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "، رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح. حكم الدعاء لتعجيل الزواج الزواج نوع من أنواع الرزق، وسيأتي المسلم ما كتب له منه، ولكن هذا لا يعني أن يترك المسلم الأسباب، بل عليه أن يؤدي دوره، ويفوض أمره إلى الله بعدها، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز ... إلى آخر الحديث". والدعاء من أعظم هذه الأسباب، ولا حرج في الدعاء بتعجيل الزواج، وغيره من خير الدنيا والآخرة، روى أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمها هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم ... إلى آخر الحديث "، وهذا لا ينافي ما ورد من النهي عن تعجل الإجابة، فذلك تعجل مخصوص بينه الحديث الذي رواه مسلم، عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء "، أي تعجلا يؤدي إلى اليأس والانقطاع عن الدعاء. ولا يوجد دعاء أو ذكر خاص بالزواج، ولكن للمسلم أن يدعو بما يتيسر له مما يناسب المقام. دعاء العاقد للزوجين بعد العقد من المستحب الدعاء للزوجين بالبركة والخير بعد عقد النكاح، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - لهذا الدعاء، ففي المغني لابن قدامة: "ويستحب أن يقال للمتزوج: بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير وعافية" وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على عبد الرحمن أثر صفرة، فقال: "ما هذا، فقال: إني تزوجت امرأة على نواة من ذهب، فقال: بارك الله لك، أولم ولو بشاة"، متفق عليه. وفي المصنف لابن أبي شيبة، أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من بني جشم، فدعاهم فقالوا: بالرفاء والبنين، فقال: لا تقولوا ذاك، قالوا: كيف نقول يا أبا يزيد، قال: تقولون: "بارك الله لك، وبارك عليك، فإنا كنا نقول أو نؤمر بذلك ". أدعية التهنئة بالمولود الجديد قد جاء في كتاب الأذكار للإمام النووي، قال: "يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحب أن يهنأ بما جاء عن الحسن البصري، أنه علم إنسانا التهنئة، فقال: قل: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب ، وبلغ أشده، ورزقت بره ويستحب أن يرد على المهنئ، فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيرا، ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو ذلك ".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة