14 Feb
14Feb

علمنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن نلجأ إلى الله تعالى في كل الأحوال بقول: "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "، رواه الألباني. فعلى المسلم أن يلزم الاستغفار، لأن اللجوء إلى الله والقرب له يجعل لنا من كل ضيق فرج، ومن كل هم منفذ، فإن مع العسر يسرا.


آيات لجلب الحبيب للزواج إن الرزق مكتوب عند الله تعالى، فلا حيلة فيه، وهو سبحانه الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وإنما على المسلم الأخذ بالأسباب الشرعية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، مع التوكل عليه سبحانه، والزواج رزق من الله سبحانه وتعالى، وأما بخصوص من يقرأ شيئا من القرآن فلا يوجد دليل شرعي على تخصيص شيء من آيات القرآن لجلب الرزق أو الزواج، ولكن على المسلم الإكثار من الدعاء والاستغفار. وهناك بعض الأدعية من القرآن والسنة والتي يمكن للمسلم أن يدعو بها عسى الله أن يرزقه، وييسر أمره، ومنها:

"ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر. اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ما علمت منه وما لم أعلم ". قال سبحانه وتعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، البقرة / 186، وقال تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، غافر / 60. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "، رواه النسائي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له"، أخرجه الإمام أحمد والترمذي. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد، ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى "، رواه النسائي والإمام أحمد. روى الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ". ما جاء في المسند وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ". روى الترمذي وغيره: "سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو، وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، قال: فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى "، ورواه أصحاب السنن أيضا. وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة: "وكان اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين آية الكرسي وفاتحة آل عمران".

حكم الدعاء بتعجيل الزواج يمكن للمسلم قراءة شيء من القرآن بنية حصول مطلب مباح، فقد روى مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي، قال: "كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ". ولكن لا يجب أن يضع محددات لهذه الأدعية والرقى، كأن يحصرها في عدد معين أو أوقات معينة، لأن هذه الأفعال يخشى أن تكون داخلة في البدع الإضافية، فقد قال الشاطبي في تعريف البدعة: "ومنها - أي البدعة الإضافية التزام هيئات العبادات، كهيئة الاجتماع على صوت واحد، ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة، في أوقات معينة، لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ". وقال الدكتور بكر أبو زيد في كتابه بدع القراء القديمة والمعاصرة: "من البدع التخصيص بلا دليل بقراءة آية، أو سورة في زمان، أو مكان، أو لحاجة من الحاجات". وإن الزواج شكل من أشكال الرزق، وسوف يأتي المسلم ما كتبه الله له منه، ولكن هذا لا يعني أن يترك المسلم الأسباب، بل عليه أن يفعل كل ما يستطيع، ثم يفوض أمره إلى الله، والدعاء من أعظم هذه الأسباب، ولا حرج في الدعاء بتعجيل الزواج وغيره من خير الدنيا والآخرة، ولا يوجد دعاء أو ذكر خاص بالزواج فيما نعلم، ولكن يدعو المسلم بما يتيسر له مما يناسب المقام. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمها هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا "، رواه ابن حبان

أدعية تيسير الأمر والرزق يمكن للمسلم أن يدعو الله سبحانه وتعالى، طالبا منه تيسير الأمور وجلب الرزق، ومن هذا ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال تعالى: "وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى"، هود / 3 أخرج أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: "اللهم رب السماوات السبع، ورب الأرض، ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة، والإنجيل، والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر ". أخرج البخاري وأحمد من حديث أنس رضي الله عنه، قال: "كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزلت، فكنت أسمعه كثيرا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال" ، وضلع الدين يعني: ثقله وشدته. "اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء". قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"، نوح / 10-11-12. الدعاء الذي علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله: "كيف أقول حين أسأل ربي قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك"، أخرجه مسلم

استجابة الدّعاءإنّ الله تعالى لا يخلف الميعاد، وقد قال تعالى وهو أصدق القائلين:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "، غافر/60. ووصف نفسه سبحانه فقال:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "، البقرة/186. وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا "، رواه التّرمذي.ولذلك أمر - صلّى الله عليه وسلّم - فقال:" ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ "، رواه التّرمذي وأحمد. وكلّ دعوة يدعو بها المسلم موقناً حاضر القلب، فهي مجابة قطعاً، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، طالما أنّه لا يوجد مانع من موانع الإجابة، كأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر

مواطن استجابة الدّعاءهناك مواطن يستجاب فيها الدّعاء، منها ثلث الليل الأخير، فقد أخرج مسلم وأصحاب السّنن أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إذا مضَى شطرُ اللَّيلِ الأوَّلُ، أو ثلثاه ينزلُ اللهُ تبارك وتعالَى إلى السّماءِ الدُّنيا فيقولُ: هل من سائلٍ يُعطَى؟ هل من داعٍ يُستجابُ له؟ هل من مستغفرٍ يُغفرُ له؟ حتَّى ينفجرَ الصُّبحُ "، رواه مسلم.ومن مواطن إستجابة الدّعاء أيضاً وقت الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصّلوات، والسّاعة التي في يوم الجمعة، وقد اختلف العلماء في تحديدها، لاختلاف الأحاديث في ذلك، ففي بعض الرّوايات أنّها من حين صعود الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وفي بعضها أنّها آخر ساعة بعد العصر، لذلك ينبغي الاجتهاد في السّاعتين.ومن الأوقات التي ترجى فيها الإجابة أيضًا: عند نزول المطر، وعند التقاء الجيشين للقتال، وعند السّجود، وعند الإفطار من الصّيام

شروط استجابة الدعاء هناك عدة شروط حتى يكون الدعاء مستجابا، منها: دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص، لأن الدعاء عبادة، قال تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"، غافر / 60، وفي الحديث القدسي: "من عمل عملا أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه"، رواه مسلم. ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم، لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ". أن يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة، لما رواه الترمذي، والحاكم، وحسنه الألباني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه

صلاة الحاجة صلاة الحاجة مشروعة في قول فقهاء المذاهب الأربعة، كما دلت على ذلك نصوصهم، وهي كثيرة لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب الفقه الكبار. ونقل مؤلفوا الموسوعة الفقهية اتفاق الفقهاء على مشروعيتها، وإنما اختلفوا في صفتها، جاء في الموسوعة الفقهية: "اتفق الفقهاء على أن صلاة الحاجة مستحبة، واستدلوا بما أخرجه الترمذي عن عبد الله بن أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم يصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين "، رواه ابن ماجه واختلف. في عدد ركعات صلاة الحاجة، فذهب المالكية والحنابلة إلى أنها ركعتان، والمذهب عند الحنفية أنها أربع ركعات، وفي قول عندهم وهو قول الغزالي أنها اثنتا عشرة ركعة، وذلك لاختلاف الروايات الواردة في ذلك، كما تنوعت صيغ الدعاء لتعدد الروايات. ومذهب الجمهور هو أن صلاة الحاجة ركعتان على ما في حديث عبد الله بن أبي أوفى، وليس لهما قراءة مخصوصة، وعليه فتشرع صلاة هاتين الركعتين، ويقرأ فيهما المصلي بما شاء، ثم يدعو بعدهما بما شاء من خير الدنيا والآخرة. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم مشروعية صلاة الحاجة، بناء على ضعف الأحاديث الواردة فيها، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: "المشروع في حق المسلم أن يتعبد الله بما شرعه في كتابه، وبما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يقال إن هذه عبادة مشروعة إلا بدليل صحيح، وما يسمى بصلاة الحاجة قد ورد في أحاديث ضعيفة ومنكرة فيما نعلم لا تقوم بها حجة، ولا تصلح لبناء العمل عليها ".


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة